شاهدتـــــها بالأمس واقـفـة على شـــط البــحـــر
و انـا اجــلـس تـحـت جــذع شــجــرة الــزيـتــون
كنت دومــا أراقبها من بعيد فهي جدا ً جميلـــــة
كنت دومــا ارقــبهــــا مـــن تلك التـــلـة بعــيـدة
فــــلـــــم يكن يضــــاهــــي جــمــالــها أحــــــــد
شــعرهــا الــحريــــري يرفـــف بسـحـر الشــرق
أو كتعويذة ساحرة غجرية احترفت سحر القلوب
كــأنهـــا ترنــيـــمــة تائــهـة في الـحــان الحــب
ذلك اللغــر الاســـود الذي يــدفــع كـــل من رءاه
الى النظر فيه بحثا ً عن تفاصيل احجية شعريـة
وما خلـصــوا إلا إلـى أن الـجـواب هــو الســـؤال
ذلك الشــعـــر الــذي يـنـبـثـق من محـاسـن وجـه
تتـســائـل عــنـدمــا تـداعــبه أشــعــة الشــمـس
أيـن مــصـــــدر النــور أيــــن هــــي الشــمــس
وأيــــــــن انــعــكــاس الصـــورة رأيـــتــهــا وقــد
كــــانــــــت تـــرتــــــدي مـــن الثــيـاب أجملـــها
ومن الحلل أبهاها ولا أنسى ان نسيت شعوري حين
رأيت خدا ً كالورد الجـوري ينبثـق منه شذا الربيـع
في كل الفصول ليزين سور حديقة الؤلؤ والمرجان
و عينــــاها تــنـظران إلـى الشمس لحظة الغـــروب
عـــيـــــناهــــا كــــــانــــــتا تــتــــحــدثــان
تذهبان للبعـــــيــــــــد تـــشــــقان الغيوم
تــــطـــــــوفان بين البلدان و تخترقان ما وراء البحار
تأكلها الحـــســـرة و الغـــيـــرة كــمــا كـل الــفــتــيـات
كانت دوما ً ترتدي أبــــهـــى الحــلــل لكــن فـسـتانها
اليــــوم مصبوغ بلـــون الــدموقـــفـــــت الـــيــــــوم
تبــــكــي حــالها
الفــرح عـندها أصبح صــعـــب المــنـــــال و
صــارت مبــعــدة لا أخــوة لها ولا أخـــــوات
و أخـتـلــــف العصــــــر وا نقــلب الـــزمـــان
و أنقـطـع عـنها الخُـطــــاب مـــن أمـــام الباب
أصــبـحـــت كــعجـــوز تـودع الحــيـاة بـاتـت
كــوردة ربيـع تنازع برد الشتـاء القاتل
ألم تــعــرفـــوهــا
؟؟؟؟؟؟؟؟
؟؟؟؟؟
؟؟
؟
إنــــهـــــا غــــــــــــزتي
نعم غــــــــزة
غــــــزة الــتـــي كانت مفعــــمـة بالشـــبـــاب
أصبحت تذبل في كـــل يوم جديــــد كــوردة
عطشا و تــــــداس كــــل ساعـــــة بالأقــدام
وتنكر لها الاخوان و انكرو ا بها صلة بـنــاها
الزمان فــغــطـاها لون الـــدم القـــاني و خالـط
دمها الســواد أصــبــح الــمــوت فيهـــا هــــو
الحــــيـــــاة
أصـــبـــح الـــمــــوت فــــيـهـــا هـــــو
الـــحـــيــــاة